بني نوح : قصتي
" العزيز دفيد يتسحق
قبيل شهور قليلة كنت ما أزال ملحدة. أنا الآن "بت نوح"
لما كنت صغيرة، كانت أمي تتمنى أن أتلقى تربية دينية –كاتوليكية – كالتي تلقتها هي. أولا كي لا أبقى جاهلة تماما، وأيضا كي أتمكن يوما ما، إذا ما اعترضتني مشاكل، أو أحسست بأني لست بخير، أن أتوجه إلى أحد ما، هو الله
بالنسبة لضعاف الإيمان، ففي الغالب، لما تسوء الأحوال أوحين يجد المرء نفسه في وضعية مستعصية، يتوجه إلى الله يلتمس العون والتأييد
لقد تم تعميدي، وحضرت القربان المقدس كما تابعت بعض دروس التعليم الديني. درست إذا بسرعة توراة النصارى وحياة يسوع. لا أذكر شيئا من ذلك بالتحديد، عدا أنني لم أكن مهتمة. هناك شيء ما في تلك الحكايات تمنعني من أن أومن بها، لم أكن أشعر بالقرب حيالها
وشيئا فشيئا نسيت، وأنا أكبر، يسوعا وكل أسراره
أثناء دراساتي، اتبعت طريقا علميا، ينبني على ملاحظة الوقائع الحقيقية كي يمكن استنناج دقتها. كنت في حاجة إلى أن أرى وأعرف كي أومن. كانت الأديان بالنسبة لي إذا، بعيدة كل البعد. علاوة على ذلك، لم التفكير لساعات والتساؤل بلا انقطاع عن وجود الله، إذا كنا، بكل حال من الأحوال لن نحصل على دليل حقيقي على وجوده ؟
زد على هذا، توجد في كل مكان من الأرض، الكثير من الشرور و المظالم والفظائع، فهل نسينا الله؟
قررت إذا، أن أعيش حياتي هكذا لسنوات عديدة، أتبع غريزتي وحياتي الصغير. لكن في غمرة تلك الحياة، اشتعلت أفكاري. لم أنا هاهنا؟ هل سأحيا حياتي، أحصل على عمل و أبناء وأموت؟ ما الهدف من هذا كله؟ لم تحق لي أنا هذه الحياة المترفة التي أحيا، في الوقت الذي يموت فيه الآخرون من الجوع؟ هناك خطأ ما
كل هذه الأسئلة صارت تتكرر أكثر فأكثر وكانت تزعجني. كان علي أن أجد جوابا، أن أعرف مرة وإلى الأبد
أنا الآن أتردد منذ شهور قليلة على أصدقاء يهود، لكن لم تنجح لحد الآن ولو شهادة واحدة من شهاداتهم أن تحملني على تغيير رأيي
ثم في هذا الصيف، ذهبنا إلى اسرائيل. هناك حيث بدأت أشعر بوجود الله، إله إسرائيل، ذلك الذي كنت أراه جديرا بإمكان الوجود. كنت أطرح المزيد من الأسئلة على أصدقائي، أسئلة ملغومة على وجه الخصوص : " في نظركم، أين توجد الدينصورات في التوراة، مادامت أنها كانت موجودة حقا، ونتوفر على حجج؟ إلا أن أجاباتهم كانت في كل مرة، تفكك إلى حد ما كل نظرياتي
لقد بلغ بي الأمر أن أطرح أسئلة تبدو لي الآن مشينة تجاه الحاخمات
كنت أنذاك، أثناء بحتي عن الحقيقة قد توصلت إلى " إما اليهودية أم لاشيء". تركت جانبا، بصفة نهائية، الإسلام والنصرانية
وصلنا إلى القدس؛ كانت قد دفنت بها جدة إحدى الصديقات. أقام أحد الحاخامات الصلاة، كان ذلك مؤثرا جدا، لم يسبق لي في حياتي أن مررت بمثل هذه التجربة، ثم باركنا. انفجرت باكية. لم أقدر على شرح ما حدث لي، لم تكن لدي أية فكرة عن ذلك
أثارت هذه المدينة مشاعري، إنها خارج الزمن. كنا أبعد تماما عن " عالم الاستهلاك " والحماقة البشرية. كانت هادئة ومريحة ومثيرة للمشاعر في الآن نفسه
بعد العودة إلى مرسيليا، كنت لم أظفر بعد بالجواب الذي كنت انتظر، حتى وقعت على موقع إنترنيت " ليفا " ل"الراف رون شايا". في دروس قليلة، يستطيع أن يبرهن على وجود الله ويشرح لنا الكيفيية التي بها خلقت الأرض، موفقا في ذلك بين الدين والعلم. كان يعمد إلى تبسيط المفاهيم التي لم يكن لنا ربما لنفهمها أبدا
هكذا وجدت أجوبتي، لكني لم أكن قريبة من الله. ثم بعد ذلك، سقط جد إحدى الصديقات مريضا، أسال الله أن يحفظه. تأثرت كبير الأثر؛ فلقد كان بالنسبة لي رجلا عظيما، وكنت أحترم فيه كثيرا لطفه اللامحدود. كان يدعوني إلى عائلته لوجبة كل سبت تقريبا. فكان ذلك اليوم هو اليوم الذي بدأت فيه أصلي
منذ ذلك اليوم وأنا أصلي لله كي يديم علي الهداية إلى الطريق المستقيم الواجب اتباعه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق