بني نوح: أود مشاطرتكم
" أود أن أقول لكل اليهود، سواء كانوا متدينين أم غير متدينين، أنهم يملكون بين
أيديهم أجمل هدية : الله. لأولئك الذين لم يقتنعوا، دعوني أوضح لكم
أنا شابة في العشرين سنة من عمري، لست يهودية و مع ذلك، فقد أتى الله كي يقلب حياتي قبيل شهور قليلة تقريبا. لو أن أحدا كان قد أخبرني بذلك قبل شهور، ما كنت بالتأكيد لأصدق
في لحظة معينة تكون للمرء الرغبة أن يلهو في حياته، أن يغتنمها، لأن ليست له إلا حياة واحدة. قد يكون شابا، وسيما، لديه رغبة في اكتشاف الحياة، أن يتبث ذاته. نعرف بأن مسؤوليات الكبار تترصدنا قريبا، إنها إذا اللحظة التي لن تتكرر أبد
حياة صاخبة ؟
خلال سنوات عدة، قضيت كل مساءات يوم السبت في علب مدينتي الليلية الموصولة بوسائط الأتصال. قضيت فيها رفقة أصدقائي أكبر الأمسيات؛ منتصف الليل رائع. يكون المرء برفقة أصدقاءه، يلتقي أناسا كثيرين، يرقص، يشرب، توجد أفضل الموسيقى، حقا إنه جو جميل جدا. أولاد يأتون كي يحاولوا، إسوة بالبنات، أن يغادروا المكان بصحبة أحد ما. لا أحد يشد برأسه، فالمرء يأتي ليغتنم حياته، ليلهو وينفجر
لقد حضرت كل الأمسيات، لم أترك منها لحظة، من منتصف الليل إلى الساعة الخامسة صباحا. رأيت كل الأشياء و فعلت منها الكثير. كانت الآحاد بالنسبة لي أياما بدون عمل، لا أستيقظ فيها إلا متأخرة، أياما أستيقظ فيها بألم في الرأس، وبثقوب سوداء جراء السهر، الخ
ثم في يوم من أيام هذا الصيف، كنت في أمسية وحدث لي ما يشبه الوميض. تراجعت ذهنيا إلى الخلف فرأيتني ممثلة في المشهد وشاهدة في الآن نفسه. وهنا شعرت بالاشمئزاز : كنت أرى أناسا تعساء، أناسا يستعرضون أنفسهم، بنات لا يقدمن للأولاد سوى أطرافا من لحمهن، أناسا مثيرين للسخرية، سكارى، يقولون أي شيء ولا يقدرون على الوقوف منتصبين، أناسا يتقيئون، أناسا يتشاجرون، بنات يلتصقن بموائد حيث الأولاد الذين يتوفرون على المال، وأستطيع أن أسترسل و أسترسل
هل هذا هو إذا ما أحب، أنا مثلهم؟ هل أرغب في أن يراني الناس على هذه الحال؟ هل ستكون أمي فخورة بأن ترى ابنتها في هذا المكان؟ أ ليس لدي أي احترام لنفسي؟ هل هذه هي حياتي؟ هل أستفيذ شيئا من هذا ؟ هل يسعدني هذا؟ بالتأكيد لا
شربت لترات من الفودكا، من الشمبانيا، من جيت، من كاليبو، ومن كل ما تشاءون، قبلت أولادا لم تكن لي بهم أية حاجة. رقصت طوال ساعات على كعب ب10 سم. لكن لحظة العودة إلى البيت، كنت أشعر بأنني دوما وحيدة. لأن كل شيء يمر، لاشيء يبقى
ما ذلك كله سوى وهم، يكمن في الرأس، إنها رقائق من ورق. لما نلقي بها إلى الهواء، يبدو المشهد رائعا، لكنها تسقط كلها، وما أن تستقر على الأرض حتى يتلاشى
يلقي المرء بنفسه في الماديات والكماليات، لكونه يعتقد بأن هذا من شأنه أن يملأ الفراغ الذي نحمله بداخلنا. مثلا : ترغبون بعمق في شيء ما؛ لست أدري ما هو بالتحديد : سيارة، محمول، لباس جديد، ما تريدون. أثناء ذلك، لا تقولوا لي بأنكم لن تملوا مدة بعد ذلك. إذا يمل المرء، يرغب في تغيير الشيء ويشتهي أكثر. إلا أننا لن نقنع أبدا
للذين يرضيهم هذا العالم أقول لهم، نعم ذلك أفضل وأتمنى لكم كل السعادة الممكنة، أما لكل الذين لايجدون الرضى، و يشعرون دوما بأن شيئا ما ينقصهم، عنصر صغير لكن هو بالنسبة إليكم أكبر بكثير
من الغباوة أن نقول ذلك، لكن هذا الشيء الصغير الذي ينقصنا هو الإيمان بالله. لست أدري لم يبدو القبول بذلك ضربا من الحماقة. لكنني أنا الحجة في كل ذلك
إن الرأس هو ما أول ما يحاصر، لست أدري لم تصر عقولنا على عدم الإيمان به. ربما لكون ذلك الأمر يتجاوزنا شيئا ما ويفزعنا بحقيقة أننا لسنا في نهاية المطاف سوى كائنات صغيرة على الأرض
كلمة صغير لأصدقائي اليهود
أيها اليهود، إنكم لا تتصورون هبة السماء هذه التي بين أيديكم، هذا الإيمان وهذه المعرفة. إنكم ولدتم به، لذا بالنسبة للبعض، فأنتم لا تعيرونه أي اهتمام. ذلك لأن المرء في الغالب لايعير اهتماما للشيء إلا حين يفتقده
أستطيع أن أقول بأنني عرفت الفراغ وكلما عثر المرء على ما يملأه، فمن المستحيل أن ينهزم. إنه لمن الصعب الوصول إليه، لكن إيماني الصادق بالله سيقودني إلى حيث ينبغي، لأنني أعرف أن الله معي ومعكم انتم جميعا
لن يبلغكم هذا النص كل العواطف التي أود أن أشاطركم بها ، لأنني لست كاتبة، لكنني أود أن أبين لكم جميعا، يهودا وغير يهود، بأن هذه هي الحقيقة. لا يتعلق الأمر هنا بنص دراسة، لكن بتجربة حقيقية. إن لذة الاقتراب من الله لموجودة حقا
كنت أتسائل دوما، وأنا أستمع إلى الراف رون شايا، عم كان يمكنه أن يتحدث. الآن أعرف وأتمنى لكل واحد أن يشعر به يوما ما؛ ذلك لأنه أروع شيء في الوجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق