الاثنين، 1 فبراير 2010

تفسير صمت



تفسير صمت
 



تخيل المشهد: تستقبل زوجين من الأصدقاء لتناول وجبة ودية. أثناء الحديث، يسأل الضيف رب البيت: " هل نعول على زيارتكما في الأسبوع القادم؟" وليجيب رب البيت: بالتأكيد؛ سنكون سعداء، زوجتي وأنا، بأن نحل عليكم ضيفين في الأسبوع المقبل."
 

في وقت لاحق من المساء-عندما انصرف الضيفان- يسأل الزوج زوجته: "هل يروقك الذهاب عند ضيفينا الأسبوع القادم؟" و لتجيب الزوجة: " لم أقل أبدا بأني أوافق على جوابك. هذا واضح بالنسبة لي: ليست لدي إطلاقا النية في الذهاب إلى هناك." أنئذ يعرب الزوج عن استغرابه مذكرا زوجته بأنها بقيت صامتة وهو يوافق على الزيارة المقترحة.

 


هل ينبغي اعتبار صمت كرضى ام كرفض؟ وفقا للتلمود (نيداريم 77 أ)، من المستحيل معرفة ذلك. ‘ عدم اليقين هذا، تفسره الطبيعة المريبة للصمت: هل نود تجاهل ما قيل على التو، أم نود إظهار رضانا؟

ينبغي أن تؤخذ هذه الطبيعة المريبة في الاعتبار في علاقتنا مع أزواجنا. هكذا، لا ينبغي أبدا أن نعتقد بأن صمتا يعني موافقة؛ بل ينبغي لنا اعتبار صمت كواجب لتجلية شك، كلما سنحت الظروف بذلك.



إذا فكرنا في القدر المهم من سوء التفاهم الذي يحصل بين الزوج والزوجة، فإن تفسيرا يتضمن فضيلة فريدة: هي إزاحة الشك عن أفكار الآخر. فبمجرد ما يزاح الشك، نعرف أين نتجه و تختفي أخطار سوء الفهم في ثانية واحدة.



يفيد هذا الدرس أيضا في تربية أطفالنا. عندما ننقل معلومة إلى هؤلاء، لا ينبغي أن نعتقد بأن صمتا يعني أنهم قد فهموا و أنهم يقبلون بما قلنا على التو.

إنه من الحكمة المؤكدة طرح السؤال التالي: " أ فهمتم ما قلته آنفا؟" بتعبير آخر، ينبغي أن نصر لنحصل على جواب على أقوالنا. في هذه الحالة أيضا، هكذا موقف يسمح بتفادي سوء التفاهم.

ليهدينا الله إلى أن نفهم و يفهمنا الآخر بلا غموض.




 



دفيد يتسحق تروتمان







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طـــــــوق النجـــــــاة

يوجد ضربان من النوم: جسدي وروحي. فإذا كان في الأول نفعٌ، ففي الثاني خطر ومن واجبنا أن نبذل كل جهودنا من أجل أن نصحو منه . ...