أخذ ما ليس لنا
وفقا لنظرتنا إلى الحياة، قد يبدوا لنا – بأقل أو أكثر حدة في الغالب - بأننا لا ننال ما نستحق. سواء تعلق الأمر بزوجنا، أو بأبناءنا، أو بأصدقاءنا في العمل..كل شخص لايتصرف وفق رغباتنا الخاصة هو نقيض.
يحدث هذا التعارض يوميا ويمكن أن يأخذ أشكالا متنوعة. ومع ذلك، فإن ردود أفعالنا مقياس لحالنا في مهمة التكليف التي أناطها بنا الإله.
حينما نشعر بجيشان مشاعر الإحباط، ينبغي أن ندرك بأننا نبتعد عن الإيمان. فإذا ما نحن تركنا الغضب ينفجر، نكون قد نسينا تماما أن ثمة خالق و نكون قد اقتربنا بشكل خطير من الوثنية.
وبغض النظر عما إذا كان لزوجنا رأي آخر مختلف عن رأينا؛ وأن نكون مجبرين على أن نكرر أكثر من مئة مر الشيء ذاته قبل أن يسمع منا أبناءنا؛ وأن لا يرضى رئيسنا عن عملنا..لكل هذه الوضعيات نقطة مشتركة: أنها من مشيئة الله، قدرها ودبرها. فمن نحن حتى نردها؟
أذكى الناس من يستطيع أن يصرخ: " لا أعرف ما الغضب " فقد يظهر في ثواني معدودة حين لا نكون ننتظره. فنتحول من إنسان إلى عبيد للميل السيء. وقانا الله من مثل هذا الشعور.
ما ينقصنا أكثر في هذه الحياة هو المعرفة. المعرفة الحقة هي معرفة أن الله موجود. إنها التجارة الرابحة. كثير منا يعرفون أن الله موجود. إننا لا نصلي بدون يقين أن الكون مخلوق بإرادة إلهية.
ومع ذلك، فإن المعرفة الصحيحة هي أن نعرف حقا بأن الله يدبر كونه، وبأنه لا يمكن أن يحدث حادث دون مشيئته.لذلك ، أن نغضب لهوطعن في الوضع الذي خلقنا فيه رب العالمين؛ ذلك أننا نرغب في شيء لم يكن قد كُتب لنا، نرغب في الحصول بالقوة على ما لايريد الله أن يهبه لنا.
في المقابل، فالمؤمن لا يشكو مما يحدث له.هذا لا يعني أنه سيفهم في كل لحظة التعارض الذي قد يواجهه. بكل بساطة، ذلك يعني بأن هذا الشخص يعرف بأن الله يدبر الكون و بأن الأيمان هو معرفة أن الله يريد لنا الخير وأن الشر لا يمكن أن يصدر منه، وبأنه ينبغي لنا أن نطمئن اليه.
الأيمان هو معرفة أن الله يريد لنا الخير وأن الشر لا يمكن أن يصدر منه.
ندعو الله أن يهبنا المعرفة الصحيحة التي نحتاجها جميعا لرفع تحديات الحياة. آمين.
دفيد يتسحق تروتمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق